الأخبار والأنشطة

15 أيلول 2020
"إتحاد أورا" يندّد بتفريغ الدولة من روحها الوطنية ويدعو الجميع إلى تطبيق الحياد الإيجابي الفاعل

صدر عن "إتحاد أورا" الذي يضم كل من الجمعيات الأربع: ("لابورا"، "الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان" ، "أصدقاء الجامعة اللبنانية"، "نبض الشباب") البيان التالي:

في ظلّ الأحداث التي يعيشها المجتمع اللبناني منذ ما يقارب السنة، من مظاهرات شعبية متعدّدة في جميع المناطق، إحتجاجاً على الأوضاع السياسيّة والإقتصاديّة المتدهورة، وبصورة غير معهودة في تاريخ لبنان الحديث، إلى الإنفجار شبه النوويّ الذي ضرب وسط العاصمة بيروت وما نجم عنه من دمار وخسائر في الأرواح والممتلكات هزّت مشاعر العالم كلّه، لا سيّما وأنّ هذه الأحداث تلتقي مع الذكرى المئويّة الأولى لتأسيس دولة لبنان . الأمر الذي سيحملنا إلى التأمّل في مصير لبنان ويوجب على الجميع إعادة  نظر جذريّة في الكثير من مواقفنا وسياساتنا حيال "وطن الرسالة والنموذج في التعدّديّة والحرّيّة" للعديد من بلدان الشرق والغرب.

  1. على الصعيد السياسي والوطني: لقد أصبح من غير المعقول والطبيعي أن تستمرّ عندنا طبقة متحكّمة بمرافق الدولة ومؤسّساتها منذ أكثر من ثلاثة عقود، بما يشبه التوارث الإقطاعي الذي أدّى إلى تفريغ الدولة من روحها الوطنيّة، كما من أرصدتها الماليّة والإقتصاديّة، وقضى على مختلف أدوارها في خدمة المواطنين. لذلك لا يسع إتحادنا إلاّ أن يعلن مجدّداً موقفه من أجل الإسراع في تحقيق التغيير والإصلاح ، وذلك من خلال ذهنية جديدة تعتمد الاختصاص والكفاءة والشفافية ، والأهم القدرة على المحاسبة ، وتنبذ التبعية والتغطية الطائفية للفساد ، وتجدد الطبقة السياسية والاحزاب ، بما يوازي طموحات شبابنا وطروحاتهم المتقدمة والمتطورة.

  2- تلقّى اتحادنا إعلان فخامة رئيس الجمهوريّة مساء يوم 30 آب 2020 في إطار حديث تلفزيوني حول المباشرة بإقامة الدولة المدنيّة بكثير من الإرتياح، ورأى فيه مؤشّراً من مؤشّرات الأمل والرجاء، للإنتقال، في مناسبة المئويّة الأولى للبنان الكبير، إلى ولادة جديدة للوطن اللبناني، على قاعدة مدنيّة غير طائفيّة ، يكون فيها الولاء للبنان أوّلاً، لا إلى مرجعيّة أخرى خارج الحدود، أو خارج الإرادة اللبنانية الجامعة الواحدة في إطار مختلَف مؤسّساته السياسيّة والإجتماعيّة والأمنيّة . مع التشديد على ان طرح الدولة المدنية يتطلب اجماع وطني يحافظ ، ويضمن خصوصية العائلات الروحية ، ويؤسس لمجتمع مدني متحرر من القيود الطائفية الادارية والسياسية .

  3- ينظر إتحادنا إلى مواقف غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، والتي صدرت عنه في الآونة الأخيرة في ما يتعلّق بهويّة لبنان ودوره ورسالته، وبخاصّة لجهة "سياسة الحياد الإيجابي الفاعل"، نظرة تقدير، و يرى فيها تعبيراً عن بعد نظر، آملاً من جميع اللبنانيّين النظر إلى هذا الطرح من وجهه الإيجابي الذي من شأنه أن يؤكّد أمام العالم كلّه، الصورة العالميّة للوطن الصغير ورسالته السلميّة التي تتوضّح؛ يوماً بعد يوم في نظر العالم المتحضّر، مقابل صورة الأنظمة السياسيّة القائمة على الأحاديّة وعدم تقبّل الآخر في ما يعني حقوق الإنسان العالميّة،  وندعو جميع ابناء الوطن لمناقشة هذا الطرح والتوافق على آلياته الضرورية ، بما يحفظ حقوق لبنان وسيادته ، والمضي قدماً نحو المجتمع الدولي ليصبح نافذاً ومقراً به من الجميع . 

  4- يتوجّه إتحادنا إلى ضمير أبناء الشرق، حيث يتضاءل الوجود المسيحي يوماً بعد يوم، بفعل سياسة الأنظمة السياسيّة الأحاديّة، وحيث يجري أحياناً طمس ما تبقّى من معالم حضاريّة وبشريّة كما يجري حاليّاً في تركيا، إلى الحفاظ على هذا الوجود كجزء من سياسة الحفاظ على الأقلّيّات الإسلاميّة في الدول الغربيّة، والتي قد تتعرّض إلى ردود فعل مماثلة.

  5- بكثير من القلق، ينظر إتحادنا إلى الإنقسامات والمشاحنات التي غالباً ما تقع بصورة عامّة، ولا سيّما منها في الظروف الراهنة بين أقطاب الأحزاب والتيّارات السياسيّة المسيحيّة، غير آخذة بالإعتبار أخطار القنوط واليأس التي قد تحدثها في نفوس مناصريهم وأبناء طوائفهم، الذين بسبب ضيق الآفاق وانقطاع الآمال قد يجدون أنفسهم مدفوعين طوعاّ إلى طريق الهجرة البعيدة، سعياً وراء أوطان آمنة وأنظمة توفّر لأبنائهم وأحفادهم المستقبل الآمن والحياة الكريمة ، وكأننا بتنا نهوى الدمار الذاتي ، ولسنا بحاجة لأعداء من الخارج .

انه الصراع الدائم على السلطة يبيح المحظورات ويتخطى الخطوط الحمر الواجب الوقوف عندها حفاظاً على ما بقي لنا وتأسيساً لمستقبل أفضل لشبابنا والانسان في وطننا. اننا نتغنى بالحرية ونسيئ استعمالها ، اننا نتباها بالرقي والتطور ونتصرف كأولاد غير مسؤولين ، نحاضر بالديمقراطية ولا نقبل الحوار والراي الآخر ، نزايد بالعلم والمعرفة وننقاش بالسخافات وبالحجج المعلبة دون وقائع ومعطيات .

 

6- نطلق صرختنا هذه علها تردع من يستسهل تأسيس الحروب الداخلية وقتل المستقبل وتهجير الطاقات وندعو كل الخيرين للتكاتف والتضامن لمحاربة اعداء الداخل وتصويب البوصلة نحو مجتمع واعي مثقف ورؤيوي يميز بين الصح والباطل وما يفيد مستقبل وطننا وما يضره ولا يراهن فقط على مسؤول نضيف بل على محاسبة مسؤولة تقاضي الكبير والصغير دون اعتبارات أو تدخلات ."

 

وأخيراً يهمّ "اتحاد أورا" و"الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان" التأكيد في مثل هذه الظروف السياسيّة والإجتماعيّة الحسّاسة من تاريخ لبنان الكبير، على أهمّيّة دور ورسالة وسائل الإعلام، ولا سيّما منها الإعلام الإلكتروني حيث بات بإمكان كلّ فرد ومواطن أن يكون إعلاميّاً. كما يهمّ اتحادنا أن يذكّر بأنّ للكلمة أحياناً مفعول الرصاصة القاتلة. لذلك يدعو الجميع إلى التقيّد بأصول المخاطبة والكتابة، للحدّ من تفاقم موجات الكراهية والعنف تجاه الآخرين، في زمن يعيش فيه جميع اللبنانيّين أجواءً عابقة بالغيوم الداكنة، بعيداً عن صفاء السلام والمحبّة التي دعانا إليها أمير السلام  القائل: "طوبى لفاعلي السلام، فإنّهم أبناء الله يدعون" . كما يدعو اتحاد أورا  الى الصمود والتمسك بالارض ، الوطن وقبول التحدي بمواجهة المخاطر والاشرار، والسعي لبناء وطن يحفظ الاجيال القادمة ورفض الاستسلام والخنوع والهروب الى الخارج ،" قولوا الحق والحق يحرركم ".

 

المكتب الاعلامي

من نحن

تطلّعاتنا هي تأمين عمل لائق ودخل مستدام ومستقر لضمان التنوع الصحي للمجتمع اللبناني والعمل على تشجيع الأفراد اللبنانيين على المساهمة الفعالة في بناء الأمة من خلال مؤسسات القطاع العام.